كلمة السر بيرقدار.. موقع أميركي يتوقع رفع العقوبات العسكرية عن تركيا قريبا

قسم الترجمة | منذ عامين

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع المونيتور الأميركي، أن الدول الغربية تتجه لرفع العقوبات العسكرية التي فرضتها في السنوات الأخيرة على الصناعات الدفاعية التركية، على خلفية دورها الإيجابي المؤثر في الحرب الدائرة بأوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وأوضح الموقع أن الغزو الروسي لأوكرانيا أعاد إحياء حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وخفف نسبيا العزلة الدبلوماسية التي كانت مفروضة منذ سنوات على تركيا في الحظيرة الغربية.

دور إيجابي

وذكر الموقع الأميركي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عاد مدعوما من قمة الناتو في 24 مارس/ آذار 2022، في بروكسل، حاملا آمالا عريضة أن الحرب الروسية ضد أوكرانيا ستشجع الدول الغربية على رفع الحظر على المبيعات العسكرية لتركيا.

وعقد أردوغان خلال القمة اجتماعات ثنائية مع قادة فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وإستونيا، وضغط من أجل رفع العقوبات المباشرة وغير المباشرة التي فرضها حلفاء الناتو على صناعة الدفاع التركية وسط خلافات متكررة في السنوات الأخيرة.

وفي إشارة إلى دور الطائرات بدون طيار التركية الصنع من طراز بيرقدار تي بي 2 في تعزيز دفاعات أوكرانيا ضد روسيا، قال أردوغان: "بالنظر إلى النجاح الواضح لصناعة الدفاع التركية، لا يوجد مبرر معقول للعقبات التي نواجهها في هذا المجال".

وأضاف في تصريحات صحفية خلال عودته إلى أنقرة، أن "رفع القيود التي يفرضها بعض الحلفاء سيكون في مصلحتنا المشتركة. لا ينبغي حتى ذكر عمليات الحظر السرية أو المباشرة بين الحلفاء وقد شاركت توقعاتنا مع القادة".

ورسالة أردوغان موجهة إلى قائمة طويلة من المتلقين.

فالولايات المتحدة أخرجت تركيا من برنامج المقاتلة الضاربة المشتركة "إف35" في عام 2019 بسبب شرائها أنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس400". وتوقفت مبيعات الأسلحة إلى تركيا فعليا في ضوء قانون مكافحة أعداء أميركا.

ودفعت حرب قره باغ في عام 2020 ، التي دعمت فيها تركيا أذربيجان ضد أرمينيا، إلى فحص الطائرات بدون طيار من طراز بيرقدار . ورفض الكونغرس طلب تركيا لتحديث أسطولها الحالي من طراز "إف16"، وشراء طائرات جديدة من نفس الطراز.

كما رفضت الولايات المتحدة الموافقة على بيع أنظمة الإطلاق العمودي "إم كه41" وصواريخ هيكل الطائرة، والتي خططت تركيا لاستخدامها على التوالي في فرقاطاتها محلية الصنع من فئة ISTIF والطرادات من فئة ADA.  

وفشلت صفقة عام 2018 لبيع تركيا 30 طائرة هليكوبتر T129 ATAK لباكستان بسبب إحجام الولايات المتحدة عن إصدار تراخيص تصدير للمحرك الأميركي-البريطاني الصنع.

وفرضت كندا قيودا على الطائرات بدون طيار من طراز بيرقدار، والتي أصبحت بالنسبة لأردوغان مصدر فخر. وبسبب الاستخدام "غير السليم" في حرب قره باغ، أوقفت كندا تصدير المحركات وتكنولوجيا البصريات المستخدمة في الطائرات بدون طيار.

عقوبات أوروبا

كما فرضت جمهورية التشيك وفنلندا وهولندا والنرويج وإسبانيا والسويد حظرا كاملا على توريد الأسلحة إلى تركيا منذ عام 2019 بسبب تدخلاتها العسكرية في سوريا.

ووضعت فرنسا قيودا على مجموعة من أنظمة الدفاع والطيران الفرعية، ومنعت إيطاليا وبريطانيا بيع بعض المنتجات. وعلقت ألمانيا خططها لتحديث دبابات Leopard-2 التركية وزادت العقبات البيروقراطية أمام بيع معدات أخرى.

وأدى التوغل العسكري التركي عام 2019 في شمال شرق سوريا أيضا إلى تعليق المحادثات مع الشركة الفرنسية الإيطالية "يوروسام" للإنتاج المشترك لنظام الدفاع الجوي SAMP / T.

لكن حرب أوكرانيا أعادت قيمة دور تركيا في الناتو إلى دائرة الضوء مرة أخرى، حيث يحاول أردوغان الاستفادة منها على أفضل وجه.

وكأولى النتائج الملموسة، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، الذي وصف أردوغان بـ"الدكتاتور" في 2021، بعد محادثات مع الرئيسين التركي والفرنسي في بروكسل، أنهما اتفقا على إحياء منصة تعاون بين الدول الثلاث.

وأعرب أردوغان عن أمله في استئناف المحادثات الثلاثية بعد الانتخابات الفرنسية في أبريل/ نيسان 2022.

وعندما سئل عما إذا كان يشير إلى محادثات SAMP / T، رد أردوغان بالإيجاب. كما قال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو إن إيطاليا وفرنسا تفكران "بجدية أكبر" الآن في الإنتاج المشترك لأنظمة SAMP / T في تركيا.

وأثار الثناء الملقى على تركيا احتمال فتح صفحة جديدة، لكن الكثير يعتمد على العلاقة التركية مع الناتو والاتحاد الأوروبي.

ولا يزال استحواذ أنقرة على أنظمة إس400 يشكل حجر عثرة كبير، مع إصرار واشنطن على أن تتخلص أنقرة من هذه الأنظمة.

وفي محاولة لضرب عصفورين بحجر واحد، اقترحت واشنطن أن ترسل تركيا صواريخ إس400 إلى أوكرانيا.

لكن في حديثه للصحفيين على متن رحلة العودة من بروكسل، رفض أردوغان الفكرة، قائلا إن قضية إس 400 ليست مفتوحة للنقاش.

وفي حين أن فرص أنقرة في العودة إلى برنامج إف35 شبه منعدمة، بدا أردوغان متفائلا بشأن طائرات إف16. وكان الرئيس جو بايدن قد وعد "بتقديم نظرة إيجابية إلى الكونغرس ومتابعة القضية".

ومع ذلك، فإن "فشل" أردوغان في الحصول على اجتماع ثنائي مع بايدن في قمة أخرى، حتى مع تزايد أهمية دول البحر الأسود لواشنطن، يلقي بظلال من الشك على الاستنتاجات المفرطة في التفاؤل في أنقرة بأن قيمة تركيا أصبحت الآن معترف بها بشكل أفضل.

ذوبان الجليد

من جانبه، يعتقد سرهات جوفينك، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قادر هاس بإسطنبول، أن تركيا لديها فرصة لإنهاء حظر الأسلحة، حتى لو كان جزئيًا.

وقال إن إدارة بايدن يمكن أن تقنع الكونغرس بشأن حزمة إف16، لكن من المرجح أن يستمر الحظر والعقوبات ما لم تف أنقرة بتوقعات الولايات المتحدة بشأن إس 400.

وبالنسبة لطائرات بيرقدار، فإن دورها في أوكرانيا طمس إلى حد كبير التأثير السلبي لاستخدامها في قره باغ، وفقا للأكاديمي التركي.

وقال إن "جماعات الضغط البولندية والأوكرانية هي التي منعت عقوبات إضافية على تركيا في الكونغرس"، مشددا على أن المناخ تغير بشكل كبير منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وبالتالي، فإن المرونة بشأن قضية إف16 ممكنة".

وأوضح أن "كندا قد تراجع موقفها كذلك".

ولفت جوفينك إلى أن تركيا باعت طائرات بدون طيار لأوكرانيا قبل الغزو و"ادعت منذ ذلك الحين أنها شحنت (المزيد) من بيرقدار إلى أوكرانيا من مخزون الجيش التركي".

"لذلك لا أتوقع الكثير من الانتقادات الكندية لمورد نظام أثنت عليه أوكرانيا كثيرًا. لقد دعمت كندا أوكرانيا بقوة منذ البداية وتخاطر بمخالفة نفسها "، يوضح المحلل التركي.

وأشار أيضا لى أهمية إعلان المستشار الألماني أولاف شولتز عن صندوق دفاع خاص بقيمة 100 مليار يورو ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال إن الألمان "سينظرون الآن إلى تسليح الحلفاء من نفس المنظور".

وتابع: "موجة اللاجئين الأوكرانيين إلى الاتحاد الأوروبي هي عامل مهم آخر. الألمان يحتاجون الآن إلى المهاجرين السوريين للبقاء في تركيا أكثر من أي وقت مضى. وهذا من شأنه أن يقودهم إلى مراجعة تحفظاتهم على الدبابات التركية".